
الغضب
بقلم الشاعرة / نهلة السحلي

يكبّر الأبناء تطول القامة ويكثر الغضب
نستطيع حمايتهم من المطر ولا نستطيع حمايتهم من القدر
الألم يولد معهم والخوف أيضا. لم أتخيل أن أخاف من غضب رضيعي لم أتخيل أن أكره الليالي التي أمضيتها في السهر عليه وتدليله .
كم من ليلة وكم من عمر مضى وكم من زمن
أنزوي في زاوية الحجرة لا أريد رؤيته ولا سماع صوته..
أغلق باب الغرفة وأحملق في الأرضية حيث مرت خطوته الصغيرة وضحكته وحيث سقطت دمعتي أيضا
كبر الصغير وتعلم التمرد واللعنات، كبرت كفه التي قبلتها مرارا لتصفعني مرارا أيضا. تثور غاضبة على الأركان والجدران والأشياء الصامتة القابعة حولنا.. ما ذنب الأواني التي أطعمتك والأكواب التي عانقتها يديك؟
ما ذنبي أنا حين هرول أبوه الغاضب الأكبر خلف امرأة أخرى وتركني وحيدة، يا تري ما علاقتي بغضب العالم ينصب علي عمري وحدي.
ما ذنبي يا صغيري ؟ ما ذنبي يا الله؟
ضاع شبابي وقوتي على الكسب والسعي وهذا بيتي وتلك غرفتي كل ما أمتلك من حطام.
لماذا لم أولد غنية كي أمنحك المال لا أعلم .ولماذا لم أولد ساحرة بعصا سحرية كي أمنح روحك الساخطة الرضا أيضا لا أعلم .
لم أولد سوى لتعلمني الحياة الانكسار والصبر لكني لم أكره أمي. لم أكره أمي يا ولدى ولم أكره قدري.
لماذا يكرهني ويغضب في وجهي كلما رآني ويريد موتي؟
باع هاتفي وباع قرطي وباع قلبي ليشتري أياما ضائعة لعمره
وها أنا ذا في مواجهة صارمة مع القدر، أم تفزع كلما رأت أبنها المدمن..