المكان لا يسعنا نحن الاثنين

WhatsApp Image 2025 01 16 at 14.50.38 4d38f08c

المكان لا يسعنا نحن الاثنين

بقلم الإعلامية/ دانية السروجي

https://creativearwomen.com/%d9%85%d8%b9-%d8%af%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9/



لا أحد قادر على أن يُخَمن ما هو آت. ولكن أحياناً قد يرسم منحنى التوقعات، ما بين الأيادي من معطيات. 


ومع ذلك فإنه واضحٌ جداً ما سيؤول عليه الحال بعد فترة من الزمان. مع غزو فرض نفسه علينا ونحن لتمدده في أعقار ديارنا مُؤَهِلين ولسنا من حضوره بمُستَائين!


ريما في وظيفتها حالياً هي بتفاصيل الأمور جداً مُلِمَّة. من خلال منصبها لديها القدرة على إصدار القرارات وعلى تفعيل أو تجميد أي مُهِمَّة.


هي تعمل في مجال صناعة المحتوى، الذي يحتاج لشخصية دماغها في حالة جهوزية ٢٤ ساعة بال ٢٤. ترى في صغائر الأمور كبائر أفكار تستحق التحول لمحتوى دسم خال من التفاهة وبعيد قالبه عن الهشاشة. 

قادرة على أن تستخلص مما تصادف من قضايا، آلاف القصص الشيقة التي قد تكون مركونة هنا وهناك، في الزوايا.


المحتوى ليس مجرد مادة للعرض، فلو كان الحال كذلك، لاستطاعت خاصية (القطع واللصق) من مواقع النت على تأمين المراد. 

ومعها لغدا الجاهل عالم ذرَّةٍ  إنْ استفاض.

ولبدا هزيل العلم من خلال منشوراته بروفيسوراً إنْ أراد.


لذا فالمحتوى المتفرد، لا يقوم به إلا مبدع متجدد. اعتركته الحياة وزودته بالادوات. 


ريما تتمتع بكل هذه الميزات، وهذا أهلها لتعتقد بأنها وظيفياً هي في أمان، وأن القلق بشأن منصبها لا يجب أن يكون بالحسبان.


ببدء #الذكاء_الاصطناعي غزو حواسيب المكاتب. ومع اعتماده في معظم المؤسسات كونه الخيار الصائب. بدأت شركة ريما تبنيه، والجميع هناك انبهر به وصار هو لب أي حديث جاذب. 


قيل عنه أنه:

لديه من المعلومات والبيانات الكثير الكثير.

من يلجأ إليه مستفهماً، يلبي طلبه بتوقيت زمني جد قصير.

السمع والطاعة جزء من برمجيته، ينفذ المطلوب بلا تقصير. 

من دون أن يطرح تساؤلات أو يطالب بتعديل او تغيير. 

يصنع المحتوى بوقت قياسي، كما هو مطلوب وعلى المعايير.


هذا الذكاء الاصطناعي بما فيه من مقومات، حجَّم دور ريما وصفَّر قيمة ما لديها من إمكانات. 


أخبرها مديرها بأنهم لمهاراتها في استغناء، وبديلها وإن كان اصطناعياً فهو بالأساس ذكاء.

الآن فقط فهمت ريما، ان مشهد استبدال الآلة بالإنسان لم يعد سينمائي الصناعة. بل صار واقعاً بجلاء.


تفشي الظاهرة مع الأيام انتشر… والقلق على المصير الوظيفي انتاب البشر. 

 مدير ريما طاله ما طالها… هذا دليل على أن التمكن البشري قد انحسر. 

الغزو التكنولوجي قال كلمته… تجرأ على الإنسان وقد يطال قريباً الشجر والحجر.

من وراء التقوقع الآدمي؟ قيل: الذكاء الاصطناعي! وهل يَخفى القمر؟


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *