
بصيرة " بن خلدون" واستشفافه للغيب من بين السطور
بقلم الإعلامية والكاتبة / دعاء مصطفى عبدالباقي

العلماء ورثة الأنبياء : وكل إنسان ذات عقل واعي ومفكر يستطيع أن يصبح عالما من العلماء بإحياء التراث الأسلامي وكافة العلوم المختلفة .
وقد استطاع بن خلدون تقسيم العلوم لأربعة أنواع يندرج في محتواها البسيط تعريفة للعامة بمنتهي البساطة والشفافية فتنوعت ما بين الإلهامي والروحاني والكسبي والوحي .فالعلم الإلهامي أو الكشفي يعود إلي تصفية النفس والجسد من شوائب الدنيا فتكون الروح صافية لا تحمل هما أو حقدا وغيرها من ملوثات الحياة.
ونجد أن العلم الروحاني يتلذذ بعالم الملأ الأعلي وعرش الرحمن والملائكة فتتخلص النفس بذاتها من الرذائل البشرية وتتحصن برب العزة والملكوت وتنتابها السعادة فالانغماس والتقرب من الله عز وجل والرهبة منه سبحانه وتعالى كرامة لوجهه الكريم عشقا له جل شأنه وعلاه ومخافة منه غضبا علي عبده التقي الذي يخشاه .
كما يكشف العلم الكسبي عن معناه باكتساب واستنباط العلوم الدنيوية بواسطة الحواس الظاهرة للفرد فينظر ويتمحص الأشياء في خياله فيفكر ويبحث في معانيها ليصل لمعانيها المجردة والحقيقية بقدر المستطاع .
ثم نصل لأعلي مرتبة من مراتب العلم وهو ” الوحي ” والذي يعد أرفع وأعظم مراتب العلم حيث تسمو الروح والعقل معا بصفاء بالغ يصل حد المشاهدة لصورا ولمحات مختطفة من عالم الملائكة بالحس والإدراك السامي الذي يخلو من الغبار الدنيوي بالتخلص من الرذائل الدنيوية ليري أصحابه ما لا يراه الآخرون .
فتميز ” بن خلدون ” عن غيره من علماء الاجتماع بتقصي الحقائق التي دونت في كتب ومجلدات التاريخ وكأنه يتجسس علي التاريخ الباطن من المسطور ظاهرا لعامة الناس من العلماء والمفكرين والقراء.
لذا فقد استطاع من خلال رؤيته اليقينيه أن ينتقي الحابل من النابل بكشف الأحداث الصادقة من الكاذبة أو المموه بلون الحقيقة .
فلم تكن خبرته الاستقرائية إلا منحة من الخالق عز وجل تمكن من دعمها بالدراسات والإطلاع المستفيض بدراسته وتنقله بين البلدان المختلفة بتصنيف تلك العلوم المختلفة بين تاريخ وأجتماع وعمران بشري .
ليتلقط من كل بستان عدة زهور تمثلت في كتابة أسمه بماء من ذهب علي مر العصور ليصبح أحد أفضل علماء التاريخ علي مر العصور من كتاب الغرب والعرب في ذات الوقت.