
تعلم التركيز
بقلم الدكتورة/ رضوى إبراهيم

بصرف النظر عن اهتماماتك الخاصة أو مختلف الأمور التي تواجهها حاليًا، فإن التركيز يمكن أن يساعدك كثيرًا. فهو صفة تمنحك الاتزان والانسجام في حياتك. الشخص الذي يمتلك قدرة عالية على التركيز يستطيع الحفاظ على هدوئه في مواجهة الأزمات، كما يكون قادرًا على اتخاذ قرارات حكيمة ومناسبة بناءً على أساس سليم.
إضافةً إلى ذلك، فإن التركيز يحميك من الشعور بالضيق والتذمر بسبب الأمور التافهة، كما يساعدك في الحفاظ على هدوء أعصابك. وكما يدل معنى كلمة “تركيز”، فهو يجنبك فقدان الاتزان نتيجة للأحداث والظروف التي تمر بها في حياتك. كذلك، يساعدك التركيز في التعامل مع أسرتك وفي إدارة الأمور الضرورية في حياتك الشخصية، ولا مبالغة في القول إنه ضروري لجميع القرارات المهمة في حياتك بشكل عام.
كيف تتعلم التركيز؟
أسهل طريقة لتعلم التركيز هي توجيه اهتمامك نحو اللحظة الحالية قدر الإمكان. فعن طريق الانتباه إلى تفكيرك، يمكنك إدراك مدى اهتمامك بالماضي أو المستقبل بشكل مبالغ فيه. فعلى سبيل المثال، إذا كنت تشعر بالتوتر، فغالبًا ما يكون عقلك منشغلًا بالماضي أو المستقبل بدلاً من اللحظة التي تعيشها.
إذا لاحظت المشاعر التي تنتابك عندما يكون ذهنك مشغولًا بأمور غير الحاضر، ستلاحظ أنك تصبح متوترًا أو تتذمر بسبب أمور تافهة. على سبيل المثال، إذا كنت تفكر في مدى انشغالك والمهام العديدة التي يجب عليك إنجازها، ثم جاء شخص ليسألك سؤالًا بسيطًا، فقد تشعر بأن الإجابة عليه عبء كبير عليك.
أهمية التركيز على اللحظة الحالية
عندما يكون انتباهك موجهًا نحو اللحظة الحالية، فإن ذلك يساعدك في إنجاز مهمة واحدة في كل مرة بمجرد أن تبدأها. بدلاً من التفكير في عشر مهام مختلفة في وقت واحد بعقل مشتت، ستتعلم التركيز على المهمة التي تقوم بها حاليًا، ثم الانتقال إلى المهمة التالية بعد انتهائك منها، مما يتيح لك توجيه انتباهك الكامل لكل عمل على حدة.
هذا النهج في التركيز سيجعل أداءك أكثر كفاءة، كما سيقلل من مستوى التوتر في حياتك. وعندما تبدأ في عيش اللحظة بكل اهتمامك، ستدرك أن الحياة ليست مليئة بالعقبات كما كنت تتصور. وذلك ببساطة لأنك ستتخلى عن الأعباء التي تسببها لك أحداث الماضي والضغوط المرتبطة بالمستقبل.
التركيز وتأثيره على الاستجابة والتفاعل
إذا كنت مركزًا بعمق في مهمة ما وجاء إليك شخص يسألك سؤالًا، ستتمكن من تغيير تفكيرك بسهولة والإجابة عليه دون مشقة. وبدلاً من أن تشعر بالتوتر والضغط أغلب الوقت، ستصبح أكثر ارتياحًا واسترخاءً.
إن التركيز يجلب معه شعورًا بالراحة والطمأنينة. وعندما تستطيع الحفاظ على اتزانك حتى وسط الاضطرابات، ستكتشف أن الحياة أسهل في التعامل معها بكثير مما لو كان انتباهك مشتتًا. وبدلًا من استرجاع يوم صعب مررت به بالأمس أو القلق بشأن يوم مضطرب في المستقبل، ستتمكن من الاستفادة القصوى من يومك الحالي وجعله أفضل بقدر ما تستطيع.