رواية زعفرانة للكاتبة القطرية هدى النعيمي

WhatsApp Image 2025 02 19 at 19.45.05 a63d98a0

رواية زعفرانة للكاتبة القطرية هدى النعيمي

بقلم الأستاذة/ شروق مجدي.

WhatsApp Image 2025 02 19 at 19.49.40 f04aa18c


تصنف رواية زعفرانة للكاتبة القطرية هدى النعيمي كعمل اجتماعي تاريخي ذو طابع عاطفي. تناولت الرواية صراعًا بين القيود والحرية، وهو ما وجدناه في شخصية مريم، الطفلة البريئة التي لم يكتمل شبابها، بل حُرِمت من طفولتها حتى أنها حُرمت أن تُنادى “مريوم” لمجرد أنها ستتزوج من رجل كريم حتى وإن كانت مرغمة. نجد الصدمة عندما صفعتها أمها حينما كانت تنتظر الشاب يرن لها بالدراجة، ولا تزال الصفعة تاركة بصمة صراع بين مريم وأهلها. فهم يريدون تزويجها وإرسالها إلى جحيم قيود وسيطرة حماتها، وهي تريد الاستمتاع بطفولتها أو أنها قد شعرت بداخلها أنها كبرت؛ فتنظر إلى هذا وتميل إلى ذاك وتجري إلى الشباك تراه يركب الدراجة ويرن لها بالجرس. فنجد مريم تتصرف بتلقائية، تخبئ رأسها وتهرب من أمها كأنها كانت تتمنى أن تكمل تلك القصة التي تحوي المشاعر البريئة، إما تنتهي بزواجها من هذا الشاب ويضحكا حينما يتذكرا هذه الذكريات الجميلة، أو أن تكبر وتصبح شابة وتتزوج من آخر إما عن حب أو شخص يرشحونه لها أهلها تاركين لها حرية الاختيار. تكبر وتصبح جدة وتحكي لأحفادها ضاحكة متنهدة تتمنى أن تعود بها أيام زمان وتوجه نصائح لأحفادها وأولادها كيف يتعاملون مع أبنائهم.


نرى هنا أن الكاتبة استخدمت كلمات رمزية مثل كلمة “صندوق” و”ستائر سوداء ثقيلة”. وقد تميزت الكاتبة باحتواء روايتها على أكثر من راوي، فكل شخصية في الرواية يروي قصته. إذا نظرنا إلى شخصية زعفرانة الصغيرة حفيدة مريم، نجد أن الزمن يتغير وفكر الإنسان يتغير. نجد أن هذه الفتاة ترك لها والدها حرية الاختيار، فمنحها حق العلم وشجعها على البحث وسافر معها من بلد إلى بلد؛ كي تبحث عن زعفرانة الكبرى، ماتت أم لا تزال على قيد الحياة تبحث عن أحد من عائلتها ليخبرها بسر زعفرانة. لم ندرك سبب تبرؤ عائلة الزعلان منها، ولم نعرف شيء عن سر زعفرانة الكبرى. وإنما أشارت الكاتبة إلى مدى أهمية معرفة التاريخ بالنسبة للإنسان. نجد هنا الكاتبة استخدمت السينيائية في الظرف الذي يحتوي خصلات الشعر والقبعة التي بها بقعة. وقد تشير البقعة إلى أنها ماتت ودفنت معها سرها. عبرت الكاتبة عن هذا بصمت تلك السيدة الهرمة وانحناء رأسها، وهذه البقعة تشير إلى وجود نقطة سوداء في حياة هذه السيدة.


أوضحت الكاتبة وجود اختلافات في الروايات التاريخية وصعوبة الوصول إليها، وعدم معرفتها حتى يومنا هذا. احتوت الرواية على عناصر التشويق والغموض والمتعة. كما تميزت الكاتبة بالشغف في كتابة روايتها والانسجام والإبداع في الوصف وسرد الأحداث دون إسهاب. استخدمت الكاتبة أسماء ذات معانٍ مثل عائشة، والتي تعني المحبة للحياة، وهذا ما ظهر في شخصية عائشة خالة مريم. يعرب، اسم قحطاني الأصل، يعني الناطق بالعربية. شهلاء، مؤنث أشهل، تعني صاحبة العيون السوداء التي يشوبها زرقة، وهذا ما وجدناه في شخصية شهلاء، وتلمع من عيونها الذكاء. استخدمت الكاتبة السينيائية في الألوان مثل الكتاب الأبيض، والذي يدل على بداية تاريخ جديد، صفحة جديدة، ونسيان الماضي. إذا ذكرنا أن الماضي يبنى عليه الحاضر والمستقبل، وأن من فات قديمه تاه، فهذا لكي يعرف الإنسان هويته.


أشارت الكاتبة في روايتها إلى الحنين للوطن والتمسك باللغة العربية والملابس العربية، كما رأينا في شخصيات مريم، ودلال، وشهلاء. نشير إلى أن التاريخ يعيد نفسه، لأننا نقع في نفس الأخطاء ولم نتعلم. الوردة الحمراء ترمز لحياة شهلاء الجديدة وقلبها النابض بالحب، أو كانت تظن ذلك. تجف الوردة، وهذا دليل على أن هذا الحب لم يكن حقيقيًا، وأنها في حياة جديدة أفضل تنتظرها.


مقالات أخرى

رحلة معرفة وعلم وعمل

بقلم الأستاذة الدكتورة/ رضوى إبراهيم

تفاهاتي

بقلم الأديبة المصرية/ هناء سليمان

علاقة مميزة

بقلم الأديبة المصرية/ نهى عصام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *