سفينة نلسون

WhatsApp Image 2025 03 13 at 14.15.23 00431e35

سفينة نلسون

بقلم الأستاذة/ يسرية الغندور- كبير باحثين بدرجة مدير عام بوزارة السياحة والآثار -مصر

WhatsApp Image 2025 01 02 at 16.10.36 919997dd


صباح أحد أيام صيف عام 1798، فوجئ أهالي منطقة أبو قير بقدوم سفن حربية غريبة وضخمة لم يشاهدوا مثلها من قبل. تساءل الناس عن سبب قدوم هذه السفن الحربية إلى هنا، ولكن للأسف، لم يكن هناك إعلام يجيب عن تساؤلاتهم. وعندما أرسل الجنرال الإنجليزي نلسون وفدًا صغيرًا وطلب مقابلة السيد محمد كريم، محافظ الإسكندرية آنذاك، بدأت تتضح الأمور.  


وصل الأسطول الإنجليزي إلى الإسكندرية قبل الحملة الفرنسية بثلاثة أيام، وطلب الوفد من السيد محمد كريم التفاهم، وأوضحوا أنهم حضروا للتفتيش على الفرنسيين الذين خرجوا بحملة كبيرة وقد يهاجمون الإسكندرية التي لن تتمكن من التصدي لهم. إلا أن السيد محمد كريم ظن أن الأمر خدعة من جانب الإنجليز لاحتلال المدينة تحت ذريعة مساعدة المصريين في صد الفرنسيين، واشتد في القول للوفد.  


عرض الوفد أن يقف الأسطول الإنجليزي في عرض البحر لملاقاة الحملة الفرنسية، مع طلب إمكانية الحصول على تمويل بالماء والزاد مقابل دفع الثمن، ولكن السيد كريم رفض ذلك. وفي يوم 2 أغسطس 1798، وقعت معركة أبو قير البحرية، التي سماها الإنجليز معركة النيل، وهي معركة بحرية بين القوات البحرية الإنجليزية بقيادة نلسون والأسطول الفرنسي بقيادة نابليون بونابرت على شواطئ خليج أبو قير. انتهت المعركة بهزيمة الفرنسيين، واعتُبرت ثورة في التكتيك البحري. أضاع الفرنسيون الوقت، فضاعت فرصتهم لتحقيق النصر.  


تُعد هذه المعركة امتدادًا طبيعيًا للحروب الصليبية التي تعرضت لها مصر، وهي أول عملية عسكرية يشنها الغرب على دولة في الشرق الأوسط منذ الحروب الصليبيةالتي بدأت يوم 27 نوفمبر عام 1095 على أثر خطبة ألقاها البابا أوربان الثاني على حشود المجتمعين في أحد الاجتماعات الدينية في مدينة كليرمونت الفرنسية ، حيث وصل عدد الحملات إلى 8 حملات عسكرية بين الأعوام 1095م و 1291م . 

 و عام 1998، وبمناسبة مرور مائتي عام على الحملة الفرنسية و احتلالها لمصر التي يدعي الفرنسيون أنها كانت حملة تنوير ، وخلال عمل بعثة المعهد الأوروبي للآثار البحرية في خليج أبو قير، عُثر على السفينة “أورينت”، سفينة القيادة الفرنسية، غارقة في قاع الخليج. تم انتشال مدفع صغير الحجم من البرونز، ومجموعة من العملات الذهبية والفضية التي تمثل مرتبات الجنود الفرنسيين، وأُودعت بالمتحف القومي بالإسكندرية.  


وفي عام 2001، أثناء عمل البعثة الإيطالية على جزيرة نلسون، التي سميت بهذا الاسم نسبةً إلى قائد الأسطول الإنجليزي، عُثر على مجموعة من رفات الجنود الإنجليز، وتم نقلهم إلى مقابر اللاتين بالإسكندرية في موكب حضره أهالي المدينة. سنواصل الحديث عن جمال المدينة العظيمة الإسكندرية في مقالات قادمة.


مقالات أخرى

رحلة معرفة وعلم وعمل

بقلم الأستاذة الدكتورة/ رضوى إبراهيم

تفاهاتي

بقلم الأديبة المصرية/ هناء سليمان

علاقة مميزة

بقلم الأديبة المصرية/ نهى عصام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *