صانعة الشعوب

صورة واتساب بتاريخ 1446 12 02 في 15.04.56 13584ae5

صانعة الشعوب

بقلم الكاتبة/ أمينة الزغبي

 
صورة واتساب بتاريخ 1446 12 02 في 15.05.46 d83c86a6


في لحظة تأمل لما يدور حولنا من أحداث وصراعات كثيرة منها السياسية، والاقتصادية.. شعرت بأن هذه الصراعات تجذب انتباهنا، تأخذنا بعيدًا عن مشاكل اجتماعية في غاية الأهمية، أهمها على الإطلاق “الارتفاع المتزايد في معدلات الطلاق في منطقتنا العربية بشكٍل عام”، وليس في مصرنا الحبيبة فقط، وهذا يعني انهيار النواة الأولي لتأسيس المجتمعات، إلا وهي “الأسرة” والحقيقة أننا اعتدنا علاج العرض، وترك أسباب المرض؛ لذلك وصلنا إلى هذه النتائج المروعة! ودعونا كنساء نبدأ بأنفسنا؛ فالأمر كله ــ من وجهة نظري المتواضعة ــ بيدنا نحن.. لماذا لا ندعو إلى التذكير بواجبات المرأة، ونشير إليها في كل المحافل، كما ندعو إلى حقوقها! هذا بلا شك لا ينفي التمسك بالحقوق، بل والمطالبة بالمزيد، حتى تنال المرأة حقوقها كاملة غير منقوصة كما كرمها المولي عز وجل.

نعم أقول واجبات المرأة.. فالمرأة عليها واجب كبير يقع على كاهلها ألا وهو “صناعة الشعوب” بمعني أن التي تنجب، ثم تقوم على رعاية الأبناء وتربيتهم، وغرس المبادئ الصحيحة، والأسس التربوية فيهم هي الأم، وهي المرأة التي تنادي بحقوقها.. فهل هذه المرأة أُعدت أعدادًا صحيحًا منذ صغرها حتى تكون على مستوي هذه المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقها؟

إن الإجابة على هذا التساؤل غالبًا ما تكون بلا!

ولو أننا في الأساس اتخذنا بيت الشعر الشهير لأمير الشعراء أحمد شوقي بك شعارًا لنا… لكانت الأمور اختلفت كثيرًا، ودعونا نقرأ ما أبدعه في هذا البيت الذي يُلخص الكثير من الكلام:

الأمُ مدرسةٌ إذا أعددتها    أعددت شعبًا طيب الأعراقِ

نعم، فالإعداد هنا يكون للفتاة الصغيرة منذ نعومة أظفارها، على أنها ستكون في المستقبل هي الأم التي يتخرج من بين يديها أبناء صالجون للمجتمع، يعملون في جميع المجالات، لذلك ومن الضروري لابد أن تكون هذه الأم مدرسة، وماذا يعني هذا؟

أي أنها يجب أن تكون مثقفة على مستويين هما: 

المستوي الأول: التخصص، وهو نوع الدراسة التي ستتخصص فيها حتى تصل إلي أعلي الشهادات.

المستوي الثاني: من وجهة نظري المتواضعة هو الأهم، ألا وهو الثقافة بشكٍل عام في جميع الفروع، والمجالات، وذلك سيكون بالقراءة والاطلاع في التخصصات المختلفة، والوقوف على كل ما هو جديد ومتطور، ومسايرة التطور التكنولوجي الهائل السائد في العالم كله الآن، والذي بفضله أصبح العالم كله كقريةٍ واحدة.

أننا إذا استطعنا إعداد الفتاة بهذه الصورة الصحيحة؛ سيصبح لدينا في المستقبل أمهات تنتجنَ للمجتمعات أبناء مؤهلين علميًا ونفسيًا، وبالطبع أخلاقيًا لأن يكونوا مواطنين صالحين، يستطيعون النهوض بمجتمعاتهم، ويحققوا المأمول فيهم.

من الواجب علينا أن نهتم بالثقافة ونضعها نصب أعيننا ونحن نربي أولادنا سواء أكانوا ذكورًا أو إناث، بل ونضع نصب أعيننا أيضًا، أننا نربي صغارًا سيكونون هم العناصر الأساسية المكونة للمجتمع في المستقبل، وبالرغم من أن هذه الأم موجودة بالفعل في مجتمعاتنا بدليل وجود كل هذه العناصر الصالجة، وكل هؤلاء المواطنين الشرفاء؛ لكني أتمنى أن تكون هي القاعدة الأساسية في التربية؛ لنسير دائما نحو الأفضل، ونرفع من شأن مجتمعاتنا، وندرك جيدًا أن علينا واجبات لابد أن ننتبه اليها، حتى نستحق كامل حقوقنا…

 فانتبهي أيتها المرأة.. أنكِ حينما تهزينَ المهد بيمينكِ؛ فإنك تهزين العالم بيساركِ.


مقالات أخرى

رحلة معرفة وعلم وعمل

بقلم الأستاذة الدكتورة/ رضوى إبراهيم

تفاهاتي

بقلم الأديبة المصرية/ هناء سليمان

علاقة مميزة

بقلم الأديبة المصرية/ نهى عصام

1 فكرة عن “صانعة الشعوب”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *