صحتك من شنطتك وحذائك

WhatsApp Image 2025 01 22 at 18.45.06 110d0755

صحتك من شنطتك وحذائك

بقلم الكاتبة / نهى عاصم 

WhatsApp Image 2024 12 12 at 17.49.43 54d845cc

 

الجملة دي صحيحة ١٠٠% علشان أسباب كتير قوي حاعرضها عليكم في صورة حكايات خاصة بي كمريضة مزمنة. استحملوني بقى جايز تلاقوني بادخل من نقطة لنقطة واتوهكم بس ساعات المواضيع تتطلب هذا.

من سنين طويلة وأنا باتعجب ليه الراجل بينزل من بيته يا دوب بمفاتيح العربية ومحفظة صغيرة في جيبه الخلفي فيها الموبايل، البطاقة، الفيزا وقرشين ودمتم، في حين الغالبية المطلقة من الستات بينزلوا بشنطة شبيهة لشنطة السفر الهاند باج وفيها أشياء مهمة وأشياء غير مهمة بالمرة.

ورغم المقارنة فتمر السنين وأنا برضه شايله شنطة مقاس الهاند باج. في مرة وأنا في عيادة العلاج الطبيعي في القاهرة احتاج الطبيب لمفك صغير علشان جهاز الليزر، قمت فتحت شنطتي واديته المفك. قالي بتعملي بيه إيه داه؟ قلتله عندي اتنين من أولادي بيلبسوا نظارات وكل نص ساعه النظارات معوجة والمسمار اتفك ووقع.

في جلسة تانية كان فيه مريض موجوع جدا ومحتاجين حبة مسكنة، قمت فتحت شنطتي وطلعت شنطة صغيرة حاطه فيها أدوية للحالات الطارئة. لقيت الدكتور بيبصلي كإني على رأي المثل: “يا ما جوه الجراب يا حاوي” وقالي انتي جايه تتعالجي من العمود الفقري صح؟ قلتله: أيوه يا سيدي. قالي طيب ممكن أعرف فيه إيه تاني في شنطتك؟ قلتله جايز حد من الأولاد، فضحك وقالي بجد عايز أعرف شنطتك فيها إيه. فتحت الشنطة أمامه وقلت أفرجه أهمية ما بشنطتي.

وجدت فيها كالتالي: ورق مناديل وورق مناديل مبللة وانتي بكتيريا ديتول وكراسة صغيرة وقلم حبر وقلم جاف وورق علشان لو حبيت اكتب في الشارع وكتاب الأذكار والمسبحة ومحفظة فيها خمسين صورة للأولاد ولأبناء أخوتي وأخواتي وبعض الأوراق المهمة وبعض البطاقات الخاصة بالعيادات وبطاقتي الشخصية وصور منها للاحتياط، إيه كمان إيه كمان؟ ورخصة السواقة، بالرغم إني ما سقتش السيارة لأسباب أمنية مش حاحكيلكم عليها، وزبدة كاكاو شفافة اللون وفوطة صغيرة لزوم الوضوء وعدة خياطة صغيرة وباكو شوكولاتة لزوم القهوة وكتاب عن اليوجا كنت باستشير الطبيب فيه عن بعض التمرينات.

بص لي الطبيب وقالي: شنطتك كده على طول والا بس علشان انتي على سفر؟ قلتله لا عادي يعني بس يمكن فيها حاجات كتير زيادة نظرا لإني باقضي يوم كامل في العيادة. وبعدين بالفعل اغلب الحاجات بتكون مهمة.

يعني على سبيل المثال: أنا عندي 4 بنين فتحسوا إني لازم أشيل معدات كشفية. يعني من فترة كنا في القاهرة وبنفطر أنا وأبنائي الصغار في الفندق وجنبنا سواح يابانيين عمالين يبصوا علينا: ما أصل الظاهر الستات اللي بيلبسوا حجاب دول الظاهر فرجة وجذب سياحي.

المهم دقيقتين وراح الأستاذ يوسف خبير التخريب قطع الكاب بتاعته من الخلف وبقت مش محكمة على رأسه والجو بتاع القاهرة حار وكنا في شهر أغسطس. قمت طلعت عدة الخياطة الصغيرة ودورت على لون خيط مناسب وخيطتها. لقيت اليابانيين بيبصولي كإني اخترعت الذرة و عمالين يقولوا أوه جود.

الطبيب: انتي شايفه الشنطة دي وزنها كام؟ كل ما بتشيليها بتأثر سلبًا على كتفك وعضلات الرقبة وعمودك الفقري وخاصة إنك أكيد بتشيليها على جنب واحد فقط وأساسًا انتي بتعملي علاج رقبة. يعني كل داه حمل على ظهرك وكتفك ورقبتك. لو تحبي شيلي شنطة عالكتفين خفيفة ومتعلقيهاش على كتف واحد أو حطي حاجات في أي كيس وامسكيهم بحيث بطن ذراعك يكون لبرة وانتي ماشية وشايله الشنطة. قلتله: أمشي بشنطة على أكتافي؟ هو أنا رايحة المدرسة؟

قالي: أو شنطة بعجل طالما بتحتاجي تشيلي حاجات كتير في رحلة يوم واحد. يا كده يا رقبتك حتستمر في الألم والشد العضلي وإرهاق عضلاتها.

وبالفعل بدأت أسمع الكلام وأفضي شنطتي بل وأحيانًا أنزل من بيتي حاطة على وسطي شنطة الوسط اللي بنلبسها للأطفال، أو أنزل من غير شنطة خالص وفي جيب عبايتي الموبايل وفي الجيب التاني مبلغ مالي يكفيني وبطاقتي. ولما أسافر، أسافر بشنطة ظهر.

وبالفعل مع هذا الاهتمام بشنطتي ورقبتي وكتفي حسيت براحة كبيرة وبدأ علاج الرقبة يبقى أحسن وبدأت ارتاح.

وبعد عدة أيام وفي نفس عام العلاج بدأ معرض الكتاب. كلمتني صديقتي وأختي في الله وتوأمي الروحي على الموبايل وطلبت مني بعض الكتب للشيخ الدكتور محمد موسى الشريف، بارك الله فيه. وبالفعل ذهبت إلى المعرض وقمت بشراء أحب الأشياء إلى قلبي ألا وهي الكتب. وقمت بشراء كتب للأبناء وبدأت في البحث عن كتب صديقتي ودار النشر هذه ومشيت مشي يمكن لفيت المعرض من أوله لآخره مرة واثنين وثلاثة حتى وصلت للدار وقمت بشراء الكتب ومشيت للبوابة وركبت التاكسي وأول ما وضعت رجلي في التاكسي حسيت بنار في باطن أقدامي. طبعا أخدت بالي إني كنت لابسة سابو بكعب 3 سنتيمتر بس كعب رفيع. وأنا أساسًا لا من أنصار الكعب الرفيع ولا حاجة. أنا من النوع اللي بأقع من غير كعب فما بالكم بالكعوب؟ حتى أني يوم زفافي وكنت أرتدي ال5 سنتيمترات قلت لزوجي يا تسندني طول الفرح يا حتلف مرة تلاقيني عالأرض.
المهم طلبت من التاكسي يذهب بي للمنزل الذي كنت أقيم فيه بالقاهرة وطلبت من البواب أن يحمل الكتب حيث أنها كانت بالعشرات ثم عدت للعيادة وحينما دخلت كنت أجر أقدامي جرا فنظر لي الطبيب وسألني: ما بك؟

ببراءة الأطفال وأقدامي تئن من تحتي قلت: مافيش حاجة بس ممكن كيسين تلج من بتوع العمود الفقري علشان أطفي النار اللي في؟

ولأكياس التلج دي حكاية أخرى بس المرة دي حاحكيها: بعد جلسات شد العمود الفقري بيكون الألم لا يوصف. قوم إيه؟ بيجيبوا أكياس بودرة موضوعه بالفريزر ويحطوها على العمود الفقري مباشرة. وكانوا دايمًا يتوصوا بيا يعني على كل عمودي الفقري بطوله ويمينه وشماله علشان العضلات يحطوا أكياس التلج. وإحنا إيه في شهر يناير وفبراير ومارس، يعني عز البرد، بس فعلا اتضح إنه علاج ممتاز وحديث لآلام وأوجاع العظام والعضلات. وحتى اليوم عندي في التلاجة أكياس تلج استخدمها وقت شدة الألم. وفعلا أتى الطبيب بأكياس التلج ووضعتها تحت أقدامي وحسيت إنهم عملوا صوت زي ما حد يضع ماء بارد على شيء حار بيغلي. المهم نظر الطبيب إلى حذائي وقالي: انتم بتحبوا تتعبوا نفسكم ليه؟ الحذاء بتاعك ده طبعا شيك وعالموضة بس الكعب ده مينفعش معاكي ولا لحالتك وأساسا مينفعش للستات كلها بجد يعني الموضة مش معناها إني أتعب ظهري ورجلي وعضلاتي. مش بيقولوا راحتك تبدأ عند القدمين؟ والقدمين دول شايلين عمود الفقري اللي هو أساس الحياة. وانتي أساسًا عمودك الفقري مفقود.

وبعدين انتي حتبتدي برنامج مشي ووقوف وتمارين رياضية. أنا عايزك ما تلبسيش إلا حذاء المشي الأصلي، مش أي حذاء كمان. وبعدين يا ستي ما هم عاملينه أشكال وألوان وبالذهبي وبالفضي كمان.

قلت له: وهو أنا يعني اللي غاوية عياقة؟ وقلت في سري، الله يسامح اللي كانت السبب واشترت لي السابو ده هدية من المول الجديد بتاع القاهرة علشان حست إن أحذيتي مافيش فيها أنوثة.. قال أنوثة قال…وبالفعل، ومنذ ذلك الحين، أصبحت أختكم تشتري كوتشي من أديداس ونايكي وتيمبرلاند. وفي يوم ما، إذا كان عندي خطوبة أو فرح، يكون مأزقًا، لأن قدمي اعتادت على الكوتشي والأحذية الرياضية. ولا أستطيع أن أحكي لكم ما كانت تفعله حماتي رحمها الله عندما كانت تراني لابسة كوتشي وجورب سوكيت تحت العباءة. كانت بالتأكيد تقول في سرها: “يا عيني عليك يا ابني”.

ولا أختي التي لقتني أذهب إلى عزاء منذ كام شهر، وكنت لابسة حذاء سكيتشر أسود، وجعلت من لا يشتري يتفرج عليّ. والله يا جماعة، لم يكن يظهر أبدًا أنه حذاء رياضي، بل كان أنثويًا تمامًا مثل حذاء الباليه.

لكن ما يهمني هو راحتي وصحتي قبل أي شيء. نحن ننزل الشارع لمهمات رسمية ثم نعود إلى بيوتنا لنرتدي ما نحب.

ولذلك، دعونا جميعًا نرى ما نرتديه في أقدامنا، لأن راحتنا بالفعل تبدأ من القدمين. وللرجال والشباب، وأولادي، أقول: ارحم كتفك من شنطة اللابتوب. هناك شنط كثيرة وأنيقة جدًا بعجل صغيرة، وأنا مستعدة لشراء واحدة لك، فقط اوعدني أنك ستستخدمها، وارحم كتفك ورقبتك. وأيضًا انتبه للحذاء، معظم الرجال يرتدون أحذيتهم لساعات طويلة، والحذاء والجورب يخنقان أقدامهم هذا خطأ خطأ خطأ.
   ودمتم سالمين.

مقالات أخرى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *