
عابرة
بقلم الأديبة/ هاجر مصطفى

لا أحب نهاية يناير ، عندما يجف البحر و يتجاسر كل جبان للمس القاع ….يغمض البحر عينيه كطفل يؤمن أننا لا نراه …
كلانا عراه الغياب …كلانا يشتهي الموت كأخر سبل الحياة …
وحدي أعرف أن البحر نقي بلا الماء …
تلك القطرات التي إذا ما اجتمعت كانت أداة قتل … بلا أدلة …بلا شهود .
كم كتم الماء أنفاسًا … كم أوكل له كل عاجز غسل العجز و العار .
………………
” أراكَ “
كلمة تختصر محادثة لم تُكتب ، عام من الغياب … لم تتواضع وتكتب علامة استفهام !!
كثير من الكلام يوشوش أصابعي … من العتاب حتى الكراهية … ” حتمًا “
تم الإرسال .
نفس الموعد ” الخامسة عصرًا ”
تحت الشجرة التي لا تفتح أغصانها إلا لنا – نعم أراها مع كل فراق تُطوى على ذاتها كمظلة محمولة – قالت :
كنت أنتظر شِعرك
ما إن يقال اسمك تحط سحابة من الهدوء و الترقب ….
الكثير من الحزن وشبح العبث الراقص
لم أسمعك مذ تخرجتَ
لكن أثق أن تلك السحائب تتبعك
تلك الأشباح تطلبك للرقص دومًا …
الكثير من الأسئلة ، التي أعرف كرهها لها ، أكتفي بلثم الأصابع … الشفاه … العنق مع ما تيسر ….
لا تحبني … يثيرها حزني … تعود كلما أخذتها شهوة الحزن …
من أنتِ … ؟
سؤال معلق مذ أعوام …
لم ترغبين أن تظلي عابرة .. امنحيني اسمك و استوطنيني .
كل مرة أقول لن أقبل الغياب …
لن أسمح بالعودة … سأوقف عربدة الشفاه … سأقطع الشجرة ثم قبل الرحيل أرويها …