
غنى خليل أصغر روائية سعودية : نموذج ملهم للجيل الجديد
تقديم دكتورة/ هيفاء فقيه



أبنائي براعم الإبداع، أقلامكم سحر يُنشئ عوالم جديدة… اكتبوا لتدهشوا العالم، لا تنتظروا الكمال، ابدؤوا بالكلمة الأولى، والشغف سيكمل الطريق… كل منكم بطل قادر على صنع مغامرته الخاصة.. القصة بداخلكم، أطلقوها!
أسعد اليوم كثيرًا بالحديث عن أمسية استضافة ابنتي غنى خليل، صغيرة السن واعدة الموهبة ، التي تسمو إلى التألق في سماء الكتابة بفضل إطلاقها العنان لمخيلتها في عالم نسج القصص و تصور الشخصيات، فالرواية ليست مجرد قصة تُروى بل عالم يُبنى وأصوات تُخلق وحياة تنبض بين السطور .
كانت هذه الأمسية الأدبية المميزة بضيفتنا الكريمة غنى خليل ، أصغر كاتبة روائية في المملكة العربية السعودية، حيث استضافها صالون روشن الثقافي تحت رعاية الشريك الأدبي، وقد شاركت جمهوراً من الأدباء والمثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي تجربتها الأدبية الملهمة المميزة. ، و بما أن الموهبة كالبذرة الصغيرة تحتاج إلى بيئة حاضنة وصبر كالماء، وتشجيع كأشعة الشمس كي تنمو وتزهر، فقد كان لوالد غنى، الروائي والمثقف السعودي خليل القريبي، الفضل الأول بعد الله سبحانه و تعالى في إثراء هذه الموهبة و تشجيعها على استكمال المسيرة و خوض تجربة الكتابة بإطلاق العنان لتدفق الأفكار بثقة و قوة مما أسهم في تحويل الأفكار إلى نص ملموس وعزز ثقتها بقدرتها على الإنجاز والنجاح. تقول غنى عن هذا الأب العظيم المثقف الواعي : ” لولا بابا ما كنت بينكم الآن فقد حرص على صقل موهبتي بتلقي الدورات التدريبية و بالدعم و التشجيع. “
بدأت غنى رحلتها في عالم الأدب منذ سن مبكر جدًا حيث أظهرت شغفًا بالقراءة والكتابة منذ أن كانت في سن الخامسة، وكانت ترافق والدها إلى المكتبة وتدون أفكارها وخيالاتها في دفترها مما أسهم في تنمية مهاراتها الكتابية. أما عن أبرز أعمالها فهي رواية كتبتها باللغة الإنجليزية بعنوان” طريق الحلوى” The Dessert Road و هي رواية تمزج بين الخيال والمغامرة وتظهر تأثرها بالقصص التي قرأتها في صغرها، فضلا عن رواية أخرى باللغتين الإنجليزية و اليابانية بعنوان” عالم لا منتهي” _
The Infinite Realm
مما يعكس اهتمامها بالثقافات واللغات المختلفة وتظهر تطورًا في أسلوبها السردي وثمة رواية ثالثة كُتبت باللغة العربية وهي” كإنسان ” ،وتتناول فيها موضوعات إنسانية مثل الصداقة والشجاعة والفراق وتعبر عن مشاعر متنوعة من خلال شذرات فكرية وقد شاركت الروائية في كثير من الفعاليات الثقافية منها صالون المٌهرة الثقافي حيث تحدثت عن تجربتها الأدبية وتحدثت عن موضوعات مثل التنمر و كيف حولت التنمر إلى مصدر إلهام في كتاباتها، كما وقعت كُتبها في معارض الكتاب المختلفة مما يعكس دعم المجتمع لموهبتها الفريدة . هكذا أكد النموذج الفريد الملهم للروائية غنى خليل أن الشغف و الإبداع لا يعترفان بالعمر و أن الدعم الأسري و المجتمعي يمكن أن يصنع فارقًا عظيمًا في مسيرة الموهوبين.