فضفض بالكتابة

صورة واتساب بتاريخ 1446 10 26 في 14.06.10 72082462

فضفض بالكتابة

بقلم الأستاذة/ فاطمة قوجة 

صورة واتساب بتاريخ 1446 10 26 في 14.06.10 72082462


كُل ما في الخاطر يُحكى.

أحياناً نلجأ للكتابة لنعبر عما بداخلنا لعلها تكون جزءاً من الفضفضة

 أو كما يقال نوعاً من التعبير والراحة النفسية، فأسأل نفسي، إن كان لا يؤثر صوتنا في بعض الأحيان فهل ستؤثر كلماتنا؟!

الكتابة ليست فقط تعبير، بل هي مُتنفس لأنها تعتبر الأكسجين لكل إنسان أراد الحياة، أراد النضج، أراد القوة.. فهناك بعض مشاعر لا نعرف كيف نصفها، نشعر أنها تثقل القلب، و لا نلقى لها صوتًا، نضحك أمام الكل، ولكن من داخلنا وجع صامت، ليس شرط أن نكون ضعفاء، ولكن هناك أوقات نحتاج أن نتنفس،

ونفضفض، حتى لو لم يكن هناك أحد يفهنا، حتى لو الكلام بتلك الراتبة, يكفينا أن نستخرج القليل من داخلنا، نخفف عن قلوبنا التي أتعبها الكتمان.. وفي النهاية، كلنا بشر، نحتاج حضن، كلمة، أو حتى “أنا فاهمك”.


هل سألنا أنفسنا لماذا الكتابة هي نوع من أنواع الفضفضة، لماذا نشعر بالارتياح عند الكتابة…؟

سؤال جميل جدًا، وفعلاً، الكتابة تُعتبر من أصدق وأعمق أنواع الفضفضة. ولكن ما سبب!


الكتابة لا تقاطعك

لما تكتب، ما في أحد يقطع أفكارك، ما في أحد يحكم عليك

 أو يستعجلك. الورقة (أو الشاشة) تصير مثل صديق صبور جدًا، ينتظر كل شي تطلعه بدون رد فعل سلبي.


تفهم نفسك أكثر

أحيانًا لما نكتب، نكتشف أشياء ما كنا نعلم إنها جوا قلبنا.فقط الكلمات تطلع، وبشكل عفوي، تشرح لنا إحنا مين، وشو نحس، وليه نحس بهذه الطريقة.



ترتيب الفوضى الداخلية

فيه مشاعر كثيرة تكون متشابكة ومضطربة، والكتابة تساعد على فك هذا التشابك … كأنك تنظّم الغرفة اللي جواك.


راحة بدون حاجة للرد

أنت ما تكتب عشان أحد يرد، تكتب بس عشان ترتاح، وهذا أحيانًا يكون كل اللي تحتاجه، مساحة تقول فيها كل شي وبس.


تترك أثر، حتى لو لنفسك

فيه شي مميز لما ترجع تقرأ اللي كتبته بعد فترة … كأنك تقابل نسخة قديمة منك، وتقول لها: “أنا فاهمك، ومريت بنفس الشعور”.


                                                                                                                                                            الحياة ليست فقط عمل وانجاز وسعي، الحياة أيضاً مشاعر، الحياة أمان ودفئ ، فسلاماً لمن أوجد فينا حب الكلام ليجعلنا نشعر أننا فعلًا في عالم الشعور اللانهائي..


في بعض الأحيان يقولون إنها مبالغة، ولكن أنا أراها أنها مناجاة…! 

لا أعلم لماذا ولكن عندما نتحدث مع الله في دعائنا وصلاتنا أليست تلك مناجاة وتعبير، نحن لا نخاف من التكلم نحن نخاف من الحكم والنظرة، حاشاه أن يردنا خائبين، ولكن أيضاً نشعر أننا للحظة فقدنا كل شيء حرفيًا كل شيء، شغفنا، حُبنا، أملنا، أحلامنا، وللحظة سنشعر أننا فقدنا أرواحنا…! 

ليس ضعف إيمان فينا، معاذ الله أن يكون ذلك، ولكنها الحياة تارة تكون بيضاء تعطينا أمل كبير وتارة تكون سوداء لا نعلم ماذا يحدث! 

ولكن أحيانًا تجيء ضربة قوية لتعلمنا أنه مهما كانت الأسباب سنكون أقوياء، طموحين لا نضعف ولا ننكسر… 

لماذا إذًا تأتينا لحظات الضعف؟ ولا نعرف ماذا يحدث؟ 

تلك اللحظات المريرة هي التي تعرفنا من نحن، تعلمنا أننا لا نتوقف مهما كانت أسباب أن نسعى ونرى أن نستمر لنصل، أن نكون في الخانة الصحيحة والتي يجب أن تكون

والأهم: لأن خطة الله هي من الأفضل الخطط علينا، رغم حب اختياراتنا لنا، لكننا لا نعلم خفايا المستقبل وهو بيد الله سبحانه، اختيار الله دائماً يكون في التوقيت المناسب والوقت الصحيح، وحتى في وقت التنفيذ الأمور ليست بتلك البساطة ورغم كل تلك التضحيات الا أننا قادرون على تغير الكثير ولكن ينقصنا فقط القليل من الشجاعة والأمل والتأكد مهما كانت النتيجة أن الله معنا بكل خطوة..


سنبقى على أمل مادام لنا يقين بأن الله معنا ومهما كانت النتيجة سنكون على الطريق الصحيح

لم نخلق عبثاً

بل خلقنا لنترك أثرًا..


وإذا تحدثنا عن اليقين.. فاليقين من أجمل المعاني، هو الطمأنينة التي لا تهتز، حتى لو كل شيء حولنا متغيّر. 


اليقين… مو إنك تشوف الطريق واضح،

اليقين إنك تمشي… ولو كان الضباب كثيف،عارف إن الله ما يخذل، وإن كل تأخير، فيه لطف خفيّ.


وإذا ضاقت، لا تخاف، ارفع يدك وقل: “يا رب، أنا واثق فيك”

لأن اللي عنده يقين، يشوف الرحمة في كل ابتلاء،ويشوف الفرج… قبل ما يوصل.


وكن مثل الشجر وقت العاصفة،

واقف، ساكن، بس من جوّاه حيّ،

هذا هو اليقين:

قوة هادئة… ما أحد يشوفها إلا ربّك.


اليقين مو بس شعور…

هو قرار، إنك تسلّم، وإنك تطمئن،

وإنك تصدّق وعد ربك،حتى لو الواقع يقول العكس.



قال الله تعالى:

“ومن يتوكل على الله فهو حسبه” (سورة الطلاق)

يعني إنك لو وكلت أمرك لله من قلبك، هو يكفيك، ويسخر لك كل شي تحتاجه، حتى لو ما فهمت كيف، ولا متى.


وقال ﷺ:

“واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك” (رواه الترمذي)



هنا اليقين بمعناه الحقيقي:

إن كل شيء مكتوب، ولا رح يفوتك رزقك، ولا راحتك، ولا حتى دمعة نزلت عبث.


تأمل..

شوف الطير… ما يملك مخزن،

ولا يعرف بكرة فين؟

لكنه يقوم كل صباح… يغرد ويطير،

لأنه عارف إن ربه ما راح ينساه،

فهل عندك يقين مثل الطير؟

رسالة لقلبك:

إذا حسّيت الدنيا ثقيلة..

بس تذكّر:

ربك أرحم من تعبك، وأقرب من همّك،بس قل: “أفوض أمري إلى الله”

وخلّ قلبك يسكن، لأن اليقين راحة

 ما بعدها خوف….


تأكدوا أن الأمان واليقين ينبع من الروح القوية التي تعلم أن مهما حدث نحن سنكون ما نريد مهما كانت الطرق..

يقيني من كوني طالبة.. إلى مؤثرة وكاتبة، كنت أعلم انني سأكون ولكن خطة الله لي كانت الأفضل لجعلي نموذج طيب بالإيمان والأمل والإيجابية بالتحدي والسعي كنت انا فاطمة قوجة القوية..


مقالات أخرى

رحلة معرفة وعلم وعمل

بقلم الأستاذة الدكتورة/ رضوى إبراهيم

تفاهاتي

بقلم الأديبة المصرية/ هناء سليمان

علاقة مميزة

بقلم الأديبة المصرية/ نهى عصام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *