
في غمرة الفراش
بقلم الأديبة/ ابتسام عبدالله البقمي

في ليلة شتوية شديدة البرودة،
شعرت بها وحدتي.
برهة
زار الوجد طيف جميل،
تهلل الوجه بشرًا لرؤية من هوى،
وأطلق العنان لخيل العشق الجارف
تباركه،
لتنطلق بنا
إلى أبعد مدى في الليل الطويل.
رجعت خيوط النور بشريط ذكريات
عدنا قليلًا
تأملنا رومانسية النظرة الأولى
تأملناها طويلًا، طويلًا، طويلًا.
نظرة أولى،
كلمة أولى،
ابتسامة أولى،
دهشة أولى.
هناك كنا،
كقصة وقصيدة
طويلة.
وما زلنا،
سنبقى
نغرق في بحر تفاصيلنا
وحكايانا،
تذكرنا أجمل المواعيد،
والأيام والليالي تلحظنا،
الدقائق والساعات،
الشهور والسنوات.
الأماكن، كلها الأماكن التي احتضنت
إبداعنا
وباركت مشاعرنا
كأجمل زهر وورد،
وأنقى فراش عاشق.
هل كان الفراش مختلفًا تمامًا في سيرة العشاق؟
هل أمطرته السماء محبة،
واعشوشبت الأرض مودة،
وتناوب القمر والشمس
بزوغًا وطلوعًا،
ليظلا مضيئين كما كانا.
آه أيها الفراش يا حبيبي،
كم مضى الليل سريعًا
ولم نشبع ولم نرتق
سموات الجوى،
فتواعدنا أيها الفراش في ليلة مقمرة
ألا تكون إلا لنا.