لوحات تحكي ملحمة : قاب حرفين و لون للفنانة التشكيلية السعودية جيهان عبدالله الهندي
تقديم الأستاذة/ جيهان عبدالله الهندي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
بداية، أحمد الله سبحانه وتعالى أن أكرمني بتأليف كتابي “قاب حرفين ولون”. بدأت فكرة تأليف هذا الكتاب بعد تدشين كتابي “بين قطبين: مذكرات زوجة ثنائي القطب” والمعرض المصاحب له بعنوان “كثير من الحب، قليل من الألم” في عام ٢٠٢١. أعجب كل من زار المعرض بفكرة ترجمة أحداث الكتاب إلى لوحات فنية كقصة متكاملة، كأول من يبتكر فن السرد القصصي. تلتها أربعة معارض أخرى لنفس الفكرة ولكن بلوحات أكثر تطورًا وإبداعًا. وكان كل من يزور المعرض يقترح علي جمعها في كتاب مع التعليقات التي كنت أشرحها لكل من يزور المعرض.
فكرت حينها بجدية في جمع اللوحات مع التعليقات في كتاب واحد، وبدأت أبحث بالفعل عن دار نشر تساعدني في هذا العمل إلى أن وفقني الله عز وجل مع دار نشر ابن رشيق.
وقصة لوحاتي تجمع بين مشاعر مختلفة من الحب والخوف والألم والأمل والمحنة والمنحة، وأن القادم أجمل حينما نكون معًا. هكذا هو الفن عندما يكون رسالة لصاحبه. فقد كنت أرى نفسي في كل لوحة رسمتها، عشت تفاصيلها يومًا من الأيام، عبرت فيها عن مشاعري الصادقة دون تزييف أو تصنع من أجل أن تصل رسالتي إلى العالم أجمع.
رسالتي هي أن أرفع يدي اليوم بلا خوف ولا خجل، وأقول إن في بيتي مريض نفسي يحتاج إلى تقبل المجتمع ودعمه. هكذا يجب أن يكون الفن رسالة لها أثر عميق في النفس ولها مغزى في هذه الحياة. وهنا يمكن الإبداع والتفرد والتميز والأصالة.
اخترت هذه الطريقة للتعبير عن مكنونات في أعماقي كانت حبيسة لسنوات طويلة امتدت لأكثر من ثلاثين عامًا، بدأت بحكم الطبيبة الذي تبخر وعاد ليتكثف ويتجمع ليعوضني الله سبحانه وتعالى ببناتي الطبيبات. هنا يكون العوض من الله فلن ينسانا الله ما دام قلبنا متعلقًا به.
سيكون هذا الكتاب، بما جمعه من لوحات، منهجًا يدرس في المودة والرحمة بين أفراد العائلة والتقبل والرضى بأقدار الله والصبر الجميل دون جزع وتشكٍ. هذه هي الحياة، جميلة بكل ما فيها إذا كان الرضى يسكن قلوبنا.
في كل معرض فني من المعارض الشخصية الخمسة التي نفذتها بما يخص الموضوع، كان تأثير اللوحات والقصة على الجميع يصل ببعضهم إلى حد البكاء. هذا ما أردته فعلاً: التعاطف مع المرضى النفسيين، فليس لهم ذنب فيما قدره الله لهم.
وعندما كان زوار المعرض الفني يسألوني عن المدرسة الفنية التي تنتمي إليها لوحاتي، كانت إجابتي أن لي مدرستي الخاصة التي ابتكرتها، وهي مدرسة الحياة المليئة بالحب. هي مزيج بين كل المدارس الفنية الواقعية والتعبيرية والسريالية والتأثيرية والانطباعية، هي مدرستي الخاصة: مدرسة السرد القصصي.
كانت مبادرة “بين قطبين” كأول مبادرة من أسرة مريض نفسي. اليوم أقول إنني فخورة بأن زوجي رجل شجاع، وأن عائلتي قوية لأننا تخطينا حاجز الوصمة وخرجنا إلى العالم أجمع كعائلة محبة، فخورين بوالدنا الذي تحمل ويلات المرض والعلاج من أجل أسرته. كلانا عاش تجربة أليمة، ولكنها أكسبتنا القوة والصلابة في مواجهة عدونا القاتل، اضطراب ثنائي القطب. كما تشاركنا الحب، تشاركنا الألم، واليوم نتشارك النجاح.
أترككم اليوم للاستمتاع بقصتي الفنية الملهمة ولوحاتي التي تحكي قصة ملحمة بطولية ضد مرض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب.
الى كل فنان وفنانة جعل من فنه ورسمه رسالة عظيمة
إلى كل من دعمني ووقف بجانبي في سبيل نشر رسالتي ومبادرتي بين قطبين
الى كل من اقترح علي فكرة جمع لوحاتي (بين قطبين ) في كتاب إلى كل محبين الفن انتم صناع الجمال
الى كل من جعل من معاناته لوحة فنية تدرس للأجيال ، إلى عائلتي الحبيبة زوجي وبناتي أنتم مصدر إلهامي وفني بكم أنا قوية ومن أجلكم سأمضي في سبيل تحقيق أحلامي، إلى روح أبي وأمي الطاهرة أنتما زرعتما في نفسي القوة والتحدي وأن الإبداع دائما يولد من رحم المعاناة ، إلى كل من عاش معي تفاصيل رسم لوحاتي وشجعني على الاستمرار والمتابعة اليكم جميعا أهدي كتابي.
Facebook
X-twitter
Youtube
Whatsapp