ماذا لو كانت الحياة سهلة ؟

صورة واتساب بتاريخ 1446 11 04 في 08.38.26 6c3e0950

ماذا لو كانت الحياة سهلة ؟

بقلم الكاتبة / يسرا النوبي

 

WhatsApp Image 2024 09 20 at 19.59.00 7b7c4f12


سؤال يطرأ في كثير من الأحيان على أذهاننا كلما واجهنا بعض التحديات وتلاقينا مع خيبات الأمل وجهاً لوجه، سؤال يمر بداخلنا و أمنية نرغب بتحقيقها و كأنها الأفضل و الأنسب لنا، لنصل لمبتغانا و نحقق ما نريد. 

ولكن دعني أصطحبك في رحلة سريعة نحو تلك الأمنية، ربما حينها تتغير رؤيتك و تعدل منظورك في تحقيقها.

تخيل أنك اشتريت لعبة من ألعاب الفيديو جيم تمنيت شرائها وأنت في غاية السعادة والفرح و ما إن وصلت إلى منزلك حتى توجهت سريعاً لبدأ تشغيل اللعبة، و بدأت و أنت في  غاية  السعادة والمتعة، في اليوم الأول ظللت يومك كاملاً تجلس أمام الشاشة دون حراك

 و أنت ترفض تركها سوى لبضع دقائق و ربما تستسلم لساعات نومك مرغمًا و قد جاهدت النوم حتى غلبك، وفي اليوم التالي استيقظت بحماس و أنت تهرع إليها بمجرد أن انقشعت غمامة النوم عن عينيك، و ظللت على تلك الوتيرة يوماً بعد الآخر، و في كل يوم كان حماسك يفتر ومتعتك باللعب تقل لاسيما مع بلوغك الفوز في كل مرة حتى أصبحت تسأم الفوز و اللعبة بأكملها، لتجد نفسك مع مرور الوقت تبتعد عنها لتبحث في مكان آخر عن متعة جديدة وتحديات جديدة تسرق أنفاسك و تشعل حماستك. 

في الواقع تلك هي الحقيقة، و هنا تكمن الإجابة لذلك السؤال الذي يراودنا في لحظات الإحباط و التحديات. 

فالحياة لا تختلف عن اللعبة كثيرًا، في سهولتها يكمن شبح السأم الذي سيسلبك حماس العيش و متعة المثابرة و السعي، فعلي الرغم من تحقيق المراد إلا أن مراد دون جهد لا قيمة له، فالحياة إذا ُخلقت سهلة فما الدوافع التي ستدفعنا لنكمل طريقنا؟ ما الحماس الذي سيمدك لكي تنهض كل يوم لتكمل رحلتك؟  فعلى  الرغم من أن التحديات و الصعوبات عوائق وصخور تعيق أحلامنا  إلا أنها تعطينا الانتباه أثناء القيادة محاولة منا ألا نصطدم بها، فالسائق على طريق سهل في النهاية سيغلبه النعاس ويصطدم، لذلك يجب أن ندرك بأن السعي خلف السهولة في ظاهره متعة و في باطنة فخ يقتل شعور الحماسة و الاستمتاع الحقيقي برحلتك أثناء سعيك خلف أهدافك، فلولا عيشك الكابوس لما أدركت متعة الحلم.


مقالات أخرى

رحلة معرفة وعلم وعمل

بقلم الأستاذة الدكتورة/ رضوى إبراهيم

تفاهاتي

بقلم الأديبة المصرية/ هناء سليمان

علاقة مميزة

بقلم الأديبة المصرية/ نهى عصام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *