
من يوميات امرأة ستينية: " اقعدي يا ماما "
بقلم الكاتبة/ هناء سليمان

ناولتْ الكمساري جنيهين فقط؛ أول مرة تركبُ الترامَ بعدَ عيدِ ميلادِها الستين، همست “نصف” توقعت أن يطلب منها البطاقة غير مصدِّق، لم يفعل، أعطاها التذكرة بكل بساطة.
حدّثت نفسها أنه لم يرفع لها طرفًا؛ فلم ينتبه أن وجهها لا ينبئ بسنها، هي نفسُها تعيدُ حسابَ عمرِها مكذّبةً الأرقام، “ربما الزحام لم يمكّنه من التدقيق في وجهي”.
في ترامِ العودة؛ ثبتت نظارتَها الشمسية، وقفزت على درجةِ سُلَّمِ العربة صاعدة، كان صوتُها أعلى” نصف” انتظرت أن يقع الكمساري مغشيًا عليه من المفاجأة، ناولَها تذكرتَها بكلِّ هدوءٍ قائلا” ادخلي اقعدي يا ماما”.