هذا جدي: حسن باشا الإسكندراني أبو البحرية المصرية( الجزء ٢)

صورة واتساب بتاريخ 1446 11 14 في 21.34.53 68199714

هذا جدي: حسن باشا الإسكندراني أبو البحرية المصرية( الجزء ٢)

بقلم الأستاذة/ يسرية الغندور-

كبير باحثين بدرجة مدير عام بوزارة السياحة والآثار- مصر 


صورة واتساب بتاريخ 1446 11 03 في 16.23.05 d4164373

 

 

اشترك حسن الإسكندراني في الموقعة التي دارت رحاها في مياه «نافارين Navarin» في العشرين من أكتوبر سنة ١٨٢٧ بين الأسطولين المصري والعثماني من ناحية وأساطيل إنجلترا وفرنسا وروسيا المتحالفة من ناحية أخرى. وكان يتولى حسن قيادة الفرقاطة «الإحسانية» في حين كان محرم بك قائد الأسطول المصري قد عقد لواءه على الفرقاطة «جهادية». وقد اندلعت النار في سفينة حسن الإسكندراني في أثناء المعركة، وما لبثت أن التهبت صواريها وقلاعها وسائر أجزائها حتى انفجرت واهتزَّت الأرجاء لدويها. وقد أبى قائدها إلا أن يشهد بنفسه ترحيل رجاله عنها مستهدفًا لأشد الأخطار حتى وقعت قنبلة بجانبه وأصابته شظاياها في وجهه، ثمَّ تبعتها قنبلة أخرى فألقته في البحر مُغمًى عليه، ولولا يقظة خادمه النوبي الأمين «فرج» الذي غاص في اليم وراءه وأسعفه على الفور لما قُدِّر لحسن الإسكندراني النجاة من هذا الحادث.

ولم تفل كارثة نافارين جهد محمد علي باشا ولم تثبط من عزيمته، فأخذ يبني السفن ويصقل همم الرجال حتى تبوأ الأسطول المصري — بعد هزيمة نافارين — المرتبة الثالثة بين أساطيل الدول.

 

ولما كانت مهمة إنشاء السفن من أعز أماني محمد علي باشا، فقد وقع اختياره على حسن الإسكندراني لتولي إدارة دار صناعة السفن (ترسانة) في الإسكندرية. وقد كان حسن عند حُسن ظن الوالي به، فتولى الإشراف المباشر على تجهيز الأسطول الجديد الذي أُنزِلَ إلى البحر سريعًا وتكاثرت وحداته فيه حتى حسبت له الدول ألف حساب.

 

غير أنه ما لبث أن عاد الإسكندراني إلى ركوب البحر، فاشترك في ٨ ديسمبر سنة ١٨٣١ على ظهر الفرقاطة «شير جهاد» مع الأسطول المصري بقيادة قائده العام عثمان نور الدين باشا في دك حصن عكاء من البحر، وأسهم في خلال سنة ١٨٣٢ مع العمارة المصرية في حملاتها في جزر الأرخبيل اليوناني، إلى أن استدعاه محمد علي باشا في أوائل شهر أكتوبر وعهد إليه قيادة الفرقاطة رقم ٤ ولعلها المُسمَّاة «أبو قير».

 

وقد اقترن شهر سبتمبر سنة ١٨٣٣ بانقلاب جوهري في حياة حسن الإسكندراني؛ إذ استقرَّ رأي محمد علي باشا على تزويجه من إحدى فتيات قصره عُرِفت باسم «التفات بنت الغُز». وقد كان أبوها عبد الرازق عبد المحسن الغز من أسرة مماليك يرجع نسبهم إلى قانصوه الغوري، وقد لقي حتفه في مذبحة قلعة الجبل في أول مارس سنة ١٨١١، وعلى إثر وفاته استجارت زوجته وبنته — وكان عمرها يتراوح وقتئذٍ بين ست وسبع سنوات — بالوالي الذي فتح لهما أبواب قصره. ولم ينقضِ إلا القليل حتى انتقلت الأم إلى رحمة الله، فعهد محمد علي باشا بأمر تربية البنت إلى أوقماش قادن أفندي التي علمتها القراءة. ولما ناهزت «التفات» الخمس والعشرين من عمرها زوَّجها محمد علي باشا إلى حسن الإسكندراني وكان قد جاوز الأربعين بثلاث سنوات أو أربع. وقد تم عقد القران في قصر رأس التين، وزُفَّت العروس منه إلى دار التمرازية في مركبة من مركبات حرملك الوالي مما دلَّ على منزلة العروسين الخاصة عند محمد علي باشا.

 

مقالات أخرى

رحلة معرفة وعلم وعمل

بقلم الأستاذة الدكتورة/ رضوى إبراهيم

تفاهاتي

بقلم الأديبة المصرية/ هناء سليمان

علاقة مميزة

بقلم الأديبة المصرية/ نهى عصام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *