واجب العزاء : ” هاتولي الكوافير”

صورة واتساب بتاريخ 1446 12 02 في 14.56.18 0d964b9a

واجب عزاء:" هاتولي الكوافير"

بقلم الكاتبة/ نهى عاصم

صورة واتساب بتاريخ 1446 11 03 في 16.31.57 facaebe1


مضت سنوات طوال على موت جدتي- رحمها الله – ولكنني ما زلت أعود بذاكرتي إلى يوم موتها وليلة العزاء.. كنا يومها أنا وأخواتي وأمي وأقاربنا نرتدي البسيط من الثياب ونشعر بحزن على امرأة عزيزة قامت بتربيتنا جميعًا في بيت العائلة، وكم كانت تشعر بمودة وحب لأحفادها وأبناء أحفادها (أبنائي)، حتى أنها كانت تجلس معنا على الأرض وقت الطعام، حينما كانت المائدة تمتلئ ببناتها وابنها والأزواج وووووو..


 وفي لحظة ما وقت العزاء خنقتني عبرة كتمتها طويلًا فذهبت إلى النافذة كي أبكي بهدوء ولا يراني أحد.. ومرت اللحظات بابتسامة حينما تذكرت مقولة جدتي: ليه يا أمي خلفتيني؟ وكنت أضحك و أقول لها: شفتي أولادي يا جدتي وعايزة ترجعي بظهرك أجيال ؟؟؟؟؟؟؟؟

 

في تلك الأثناء توقف تاكسي أمام منزل جدتي ونزلت امرأة طويلة ذات شعر أصفر مصبوغ ومقصوص ومهندم وكأنها أتت من عند الكوافير حالًا، فقلت سبحان الله.. موت وولادة.. حزن وفرح.. ودخلت هذه المرأة إلى عمارة جدتي..ودقائق و إذا بها تدخل العزاء..

 

قلت سبحان الله من هذه؟ وإذا بها قريبة لجدتي لم نراها في حياتنا، وحينما عرفتها أمي علينا فوجئت بها فعلًا وكأنها خارجة من غلاف لمجلة الموضة.. حرير وشعر وجواهر وعطر .. 


وبالطبع بالأدب الذي علمتنا جدتي إياه.. ابتسمت وحييتها وذهبت بعيدًا إلى غرفة أخرى حتى لا يظهر على وجهي ما أشعر به..


ومرت أعوام وفي كل مرة أذهب بها إلى عزاء أجد ما هو أحدث.. “طبعا مش دخلنا الألفية الثالثة”؟؟؟؟

فتيات ونساء يرتدين علبة المجوهرات كلها وكأنها منافسة، فتيات قد يكون صاحب العزاء هو والدهن يرتدين الحجاب الموضة والصنادل وتبرز أظافرهن ملونة بالمانيكير والعدسات اللاصقة الملونة.. “يا نهار”. 


وفي آخر عزاء كانت أمي إلى جواري فقلت لها: 

-قومي بينا يا ماما دمي بيغلي من اللبس والنميمة والدردشة والقرآن شغال، وأهل الميت قاموا بتوزيع كتيب على الحاضرات وبدلًا من الاستماع للقرآن، جلست النساء في قراءة الكتيب والدعاء والشيخ مافيش مشاكل يكمل مع نفسه، وشوية وانطلقت زغاريد وطبول زفاف عند الكوافير المجاور؟؟


ايه داه فين آداب الجيران؟ فين الاحترام للميت و أهله والعزاء؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

إيه اللي حصلنا؟؟؟؟؟


مكالمة تليفونية:

-اللو: أيوه مين؟ 


-أهلا أهلا..


-لا حول ولا قوة إلا بالله،إنا لله و إنا إليه راجعون، معلش معلش لله الأمر من قبل ومن بعد..

-امتى العزاء؟ بكرة؟ تمام أشوفك هناك..


وبعد تفكيرها مع النفس..

يا خبر انا معنديش ذهب.. بطلت أحبه.. وزهدت نفسي فيه.. حتى الألماظ بعته بخسارة.. طيب وبعدين؟؟؟؟


مكالمة ثانية:

-اللو : أختي العزيزة ممكن استلف الخاتم الألماظ بتاعك والمحبس ودبلتك الذهب بدل ما أبقى شكلي أي كلام أصل داه عزاء رئيس مجلس إدارة شركة بتاعة جوزي بقى.

أختي: 

-تاخدي كمان السلسلة بتاعتي اللي فيها ألماظ بالذهب؟

هي: 

-لا مش حتبان تحت طرحتي الطويلة، بس أقولك هاتي الغويشة والخاتم الألماظ وساعتك ال Guess بليز داه كل زمايل جوزي هناك ولازم أشرفه..


ملحوظة: السطور الأخيرة من خيالي.. وداه طبعا بخصوص الذهب والألماظ اللي المفترض ألبسهم يوم العزاء ..بس طبعا محصلش

علشان الحمدلله لسه القيم مغروسة في قلوبنا وربي يثبتنا على دينه ..


مقالات أخرى

رحلة معرفة وعلم وعمل

بقلم الأستاذة الدكتورة/ رضوى إبراهيم

تفاهاتي

بقلم الأديبة المصرية/ هناء سليمان

علاقة مميزة

بقلم الأديبة المصرية/ نهى عصام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *