
يوميات امرأة ستينية: "ورقة خس"
بقلم الأديبة/ هناء سليمان

تنتظر مع حفيدها وصول الحافلة المدرسية، يُبدي تذمرًا؛ تحّدث القطة وتدعوه لتحيتها ويسألانها عن أولادها ويضحكان، تتجاهل نظرات الفضول من المارة.
يشكو الملل؛ فتأتي بطوبة مربعة ويلعبان” السيجة”، تفرح بضحكته، وتردّ نظرات الاستنكار متحدية.
تصل الحافلة، يتشبث بها صارخًا، تتخلص منه برفق وتسلّمه بحقيبته للمشرفة وتعده بألعاب جديدة وأوقات حلوة، تضحك له ولكل صغار الحافلة، مخفيةً غصتها في حلقها.
حين اتصلت أمه من عملها تسأل عن أخبار الصباح، حكت لها كيف يمزقّها التأثر بهذه اللحظة، ذكّرتها ابنتها أنها كانت تلقيها في الحافلة وهي في سنه، وتجري لتلحق بموعد عملها بلا نظرة وداع حتى .
لمّا أغلقت الهاتف تساءلت : متى تحول قلبي لورقة خس؟!